[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مكتب سياحي: تكلفة السياحة الشاطئية في اللاذقية مثلاُ تفوق بكثير مثيلاتها في التركيةشهدت سورية في السنوات الأخيرة انتعاشاً سياحياً، وفق البيانات الرسمية لوزارة السياحة، حيث بلغ عدد السائحين عدا السوريين المغتربين في النصف الأول من عام 2010 3,226,426 سائح بزيادة 1,245,446 سائح عن العام 2009 أي بمعدل 36%".
رغم هذه الأرقام المشجعة للسياح القادمين من الخارج فان شرائح من الموطنين السوريين الذي اعتادوا سابقا التمتع بعدد من الأيام على الشواطئ السورية أو في المنتجعات الداخلية، وجدوا أنفسهم هذا العام عاجزين عن القيام بسياحتهم الداخلية لأسباب أهمها غلاء أسعار خدمات السياحية مقارنة مع السنوات السابقة، مشيرين الى تجازوها مثيلاتها في الدول المجاورة، وعلى رأسها تركية.
سيريانيوز حاولت رصد آراء المواطنين السوريين المقيمين منهم والمغتربين حول واقع السياحة السورية لموسم 2010.
مغتربون: رخيص بالنسبة لنا، وغال للمقيمشدد عدد من المغتربين الذين قابلناهم على ارتفاع أسعار السياحة الداخلية، بالنسبة لدخل المواطن السوري مقارنة مع مواطني الدول الأخرى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وقالت رغداء شعبوق مغتربة من كندا "تطور السياحة واضح وملموس من عام لآخر، على عكس النظافة، التي تسجل تراجعاً واضحاً".
وأضافت ساخرة "وبالنسبة للخدمات السياحية جيدة، لدرجة وجود مشط في حمامات بعض المقاصف، ولا ينقص سوى فرشاة أسنان".
لكنها اعتبرتها أغلى من الدول ذات مستوى الدخل الأعلى "فبمقارنة بسيطة بين سوريا وكندا، الاشتراك لمدة سنة كاملة في نادي للسباحة في كندا يكلف 50 دولاراً، بينما هنا وكما أرى من أقاربي، تكلفة دخول المسبح للشخص الواحد، تتراوح ما بين 200-700 ل.س للفرد، والوضع ذاته بالنسبة للمطاعم غير المصنفة".
أيدها في الرأي مغترب من دبي فضل عدم ذكر اسمه، حيث بين أن "فاتورة أي مطعم عادي في حلب، أغلى من مثيلاتها من مطاعم دبي، التي تمتاز بخدمات أفضل، رغم لذة المطبخ السوري بشكل عام والحلبي خاصة".
مواطن: السياحة حلم صعب المنالغدت السياحة الداخلية، وفق البعض الذين قابلناهم، حكراً على فئة "الميسورين حالاً" ضمن المجتمع، مع تأكيد البعض على "إلغاء فكرة السياحة من رأسه أساسها".
ورأى فراس سائق سيارة أجرة أن "دخل المواطن العادي لا يخوله مجرد التفكير في السياحة، حتى المطاعم داخل حلب، فهي حلم بعيد المنال بالنسبة لشخص مثلي دخله اليومي500 ل.س، كما أنني لم أسافر خارج حلب منذ زواجي قبل 4 سنوات".
وأضاف "أشعر بالحزن لأن أطفالي لا يستطيعون الاستمتاع بالصيف، فحتى أماكن اللعب الآمنة غير متوفرة لهم، ألعاب الحدائق حجرية أو حديدية مكسورة وتشكل خطرا عليهم".
وروى فراس عن "الضائقة المادية التي ما زال يعاني منها، نتيجة اصطحاب عائلته في رحلة إلى مزرعة قريبة، فكيف يمكنني حتى التفكير بالسفر؟"
وأعتبر حسان سليمان موظف بالجامعة أن "أسعار السياحة الداخلية في سورية لا تتناسب مع مستوى ذوي الدخل المحدود، فهي مرتفعة، وبالنسبة للسياحة الداخلية في حلب فهي شبه معدومة، والأماكن المتوفرة خدماتها ليست على المستوى المفروض".
وعن العروض التي تقدمها النقابات المهنية قال سليمان "ليست متاحة للجميع، فالواسطة تلعب دور كبير فيها، وان توفرت فهي ليست رخيصة أبدا".
الحل في المنتجعات التركيةوزخرت وسائل الإعلان السورية، مع حلول فصل الصيف، بالعروض السياحية للمنتجعات الساحلية التركية، المقدمة من قبل مكاتب السياحة المحلية.
ففي عرض لأحد المكاتب السياحية السورية، "رحلة الى شاطئ مرسين لمدة 4 أيام ب 8500 ل.س، ولمدة 5 أيام ب 11500 ل.س، وعرض آخر لمدينة غازي عنتاب للتسوق، متضمنة الوجبات ب 1750 ل.س، والى الحربيات، أنطاكية، اسكندرون، واوتيل بشاطئ رملي للسباحة مع الوجبات ب 1750 ل.س".
و أعتبر جوزيف، أحد المواطنين، أن "العروض السياحية الخارجية لتركيا مثلا، أفضل منها في سورية، فيمكنك الذهاب لمرسين ب 6500 ليرة ولثلاث ليالي، إضافة للخدمة الأفضل، وفرصة رؤية أماكن جديدة، والتعرف على عادات وتقاليد شعب مختلف".
مضيفا "بينما ستكلفك ليلة واحدة فقط في منتجع سوري، نفس المبلغ، وبدون أي خدمات إضافية".
ورأى جوزيف "أن أسعار السياحة السورية في الساحل، أصبحت خيالية، رغم توقعاتنا بالانخفاض بعد افتتاح بعض المشاريع الجديدة".
السياحة الداخلية بخير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومن جهته اعتبر ناصر زهور عدي مدير السياحة في حلب "السياحة في سورية تتطور وبسرعة كبيرة، فهناك العديد من المشاريع السياحية، التي تم اتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء فيها".
و أعتبر عدي أن" السياحة الداخلية بخير، ولدينا أماكن سياحية متنوعة، وتناسب مستويات الدخل المختلفة".
وروى قائلا "أخبرني أحد أصدقائي، أنه استأجر شقة في منطقة سياحية، قريبة من رأس البسيط، لا أعرف اسمها، مؤلفة من 3 غرف كلفته بالليلة الواحدة 2500 ل.س" معتبرا أنه "رقم مقبول بالنسبة لذوي الدخل المحدود".
وأضاف عدي " قدمنا هذا العام عروضا سياحية داخلية جيدة، يمكنكم الاطلاع عليها من خلال غرفة السياحة".
ولم تستطع سيريانيوز الحصول على العروض السياحية الداخلية من غرفة سياحة حلب، لعدم تمكننا من الاتصال برئيس الغرفة و"ذلك لانشغاله الشديد" وفق ما بررت مديرة مكتب رئيس غرفة السياحة، التي وعدت بإعطاء أرقام هاتف احد أعضاء الغرفة بعد استئذانهم، ما لم يتم حتى الآن بعد مضي أكثر من شهر.
من جهته قال وضاح أحمدوك صاحب مكتب خدمات سياحية في حلب "تأثرت السياحة الداخلية كثيرا بإلغاء تأشيرات الدخول بين سورية وتركية، بسبب الفارق الكبير بالخدمات السياحية بين البلدين، فتكلفة السياحة الشاطئية في اللاذقية مثلاُ تفوق بكثير مثيلاتها في الشواطئ التركية، التي تضم منتجعات وفنادق تناسب مختلف الإمكانيات المادية، فبمقدور الموظف ذو الدخل المتوسط، وبتوفير بسيط، الاصطياف في منتجعات جيدة بتركيا بكلفة أقل من دمشق أو اللاذقية".
رأي ناقضته إحصائيات مديرية سياحة حلب، التي "سجلت ازدياداً في أعداد القادمين الأتراك عبر باب الهوى، حيث في العام 2008، كان عدد القادمين الأتراك96917 تركي، وفي العام 2009 كان عددهم142057، بينما في العام 2010 وصل الرقم إلى 163779 قادما، وبالمقابل كان عدد السوريين المغادرين إلى تركية عام 2008عبر نفس الحدود 121901 سوريا، وفي العام 2009 أصبح 112280، مشكلا انخفاضا في العام 2010، حيث وصل إلى 89981".
إحصائيات أرجعها أحد أصحاب المكاتب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى "كون الإحصائيات عن أشهر لا تشهد حركة سياحية بالنسبة للسوريين".
وبين أحمدوك أنه "حتى بالنسبة للتسوق، فأسعار الماركات المعروفة والتي لها فروع في البلدين نراها في المجمعات التجارية التركية، أقل من مثيلاتها في سورية، ما أدى إلى زيادة حركة سياحة التسوق على حساب سوقنا المحلي، ناهيك عن السياحة الطبية، والثقافية وغيرها".
وأستشهد أحمدوك قائلاً "ذهبت وعائلتي، الأسبوع الماضي، إلى شاليه أملكها في منشأة سياحية في طرطوس، ولأفاجأ بتضاعف أسعار الخدمات مقارنة بالسنة الفائتة، فاستأجر طاولة وكراسي مع مظلة للجلوس على الشاطئ يكلف 350 ل.س. هذا العام، مقابل 100 ل.س في العام الماضي، أي زيادة 350%، ما يعني أننا سندفع 700 ل.س. يومياً في حال ارتيادنا للشاطئ مرتين، ناهيك عن المشروبات والمرطبات التي تباع بـ 3 أضعاف سعرها خارج المنشأة، التي أنا عضو قديم فيها، وأدفع كل عام اشتراكات، من أجل الخدمات وغيرها".
وأعتبر أحمدوك أن "بيع الشاليه، وارتياد أفضل المنتجعات التركية في انتاليا وغيرها، متضمنة الطعام والشراب والفعاليات الترفيهية المختلفة، لن تكلفني بمقدار كلفة قضاء 3 ليال فيها".
هديل ارحيم هبو-
سيريانيوز-حلب